أجمل وأمتع ما يقابلني في حياتي اليومية عندما أتجاذب الحديث مع زواري وزبائني في السوق ، عندما يأتون لقضاء ما يودون عمله ، من طباعة أو اي خدمات إلكترونية أو غيرها. واليوم زارنا شيخ في العقد السابع من عمره ، وأثناء نقاشه مع أحد الموظفين بخصوص ما يطبع له من بيانات تداخلت معه وسألته بعض الاسئلة وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث قال لي إن أجمل شئ تبكي وأنت فرحان ، قلت له ما الذي أبكاك فرحاً ؟ قال لي : قبل أكثر من خمسة وعشرون عاما كانت هناك إحدى القرى قرب القرية غرب أمدرمان ، تسمى طيبة أو طابت وشيخها يدعى أحمد محمد صالح وقد كانت في حوجة ماسة للمياه فتبرعت بحفر بئر تكلفتها تقارب السبع الف جنيه سوداني وقتها ، دفع جزء منها كاش والباقي شيكات ومنذ ذاك لم أتابع الامر . وبعد مرور عشرات السنوات وأنا قرب هذه المنطقة بسيارتي يستوقفني أحد المارة لكي أقدمه معي فسألته الى أين انت ذاهب فأشار لي قرب ذاك الصهريج فسألته عن القرية وعن شيخها فقال لي : شيخها أحمد محمد صالح ، وعند وصولنا الى الصهريج والبابور الذي يضخ المياه الى الصهريج ، سألت مشغل البابور وقلت له من الذي حفر هذا البئر ؟ فقال لي : واحد إسمه عبد الباسط (وهو شخصي دون أن اعلمه) ومنذ أن تم حفرها لم يأتنا ، فقال لي سعر البرميلين بعشرة قروش ومن سعرها نشتري الوقود والزيت والخدمات الاخرى . أما ما أجهشني بالبكاء هو سقاية الناس والبهائم بأعداد كبيرة من هذه البئر والخير الذي أتى للقرية من جراء هذه المياه وهو البكاء فرحاً .
تعليق : بعد إكمال ما كتبه أعلاه إضطراني الرجل صاحب السبعين ربيعاً أن أغير معلومات إسمه وعلمت أنه لا يريد أن يكون مناناً . حتى فيما كتبه عن سيرته الذاتية التي طلبها منه إبن أخته لكي يدونها .
تعليق : بعد إكمال ما كتبه أعلاه إضطراني الرجل صاحب السبعين ربيعاً أن أغير معلومات إسمه وعلمت أنه لا يريد أن يكون مناناً . حتى فيما كتبه عن سيرته الذاتية التي طلبها منه إبن أخته لكي يدونها .